اذكار الصباح والمساء

لم
تكن أوراد الصباح وأذكار المساء عبثا وكذلك قراءة القرآن الكريم وتلاوته
آناء الليل وأطراف النهار، إنما الهدف من ذلك حكمة عليا أرادها الخالق عز
وجل لتحقيق التوازن النفسي عند الإنسان.
مناسبة هذا الكلام ما ذكره جراح الأعصاب المتخصص في طب الأطفال "بن
كارسون" في بالتيمور"بولاية "مريلاند"، مشيراً إلى أنه اكتشف في يوم من
الأيام أن قليلاً من القراءة الهادئة في الصباح يمكن أن يضبط النغمة، أي
حركات الإنسان- لبقيةاليوم ويقول:" كل صباح أقضي نصف ساعة في قراءة كتاب
الأقوال المأثورة والأمثال، وفي خلال اليوم إذا واجهت حالة إحباط، فإنني
أستعيد التفكير بتلك الحكم التي قرأتها في الصباح".
و ينصح جراح الأعصاب "بن كارسون" في وصفة طبية أي إنسان يتعرض للشعور بفقد
السيطرة على نفسه أو الشعور بالضيق الشديد أن يحاول التجرد من ذاته بمعنى
أن يقوم بعمل أشياء غير اعتيادية أو أعمال لا يقوم بها عادة بشكل روتيني
كل يوم.
كما ينصح "بن كارسون" بقيام الشخص بعمل شئ من أجل الآخرين، أي خدمة الناس
قدرالاستطاعة، إضافة إلى عمل أي شئ يبعد الإنسان عن التفكير أو التركيز
على
المشاكل الشخصية. وهو بالتأكيد محق في هذا خاصة في بعض المشكلات التي
تحتاج إلى وقت طويل، وهنا يشير "بن كارسون"إلى الترويح عن النفس وخاصة في
الأوقات الصعبة.
ويضرب الطبيب الجراح أمثلة من حياته اليومية فيقول "إن معدل العمليات التي
يقوم بها يتراوح بين 1-12 عملية جراحية في الأسبوع، على اختلاف أنواعها
سواء كانت عمليات أورام الدماغ إلى أورام النخاع الشوكي وغيرها من
الأمراض، وغالباً ما يواجه أكثر من مريض واحد في نفس الوقت ولأن كل مريض
في غرفة مستقلة فإنني أحاول التنسيق بين هذا وذاك من حيث المدة الزمنية
التي تستغرقها كل عملية والتوقيت المناسب لاستقبال المريض التالي، وهكذا
يكون دائماً بجانبي أحدالمتدربين الذي يتعلم كيفية القيام بإجراء مثل هذه
العملية الجراحية الصعبة".
ويضيف "بن كارسون"،"إنني أشعر كأنني طيار جوي يحاول أن يعلم ويدرب شخصاً أخركيفية الطيران بطائرة نفاثة".
لهذا يؤكد في نهاية حديثة أهمية الإيمان في تحقيق التوازن النفسي والحفاظ على القراءة اليومية وخاصة في صباح يوم جديد للمأثورات.